نحو انضمام موريتانيا لآلية التنسيق المغاربية الجديدة

دينامكية جديدة تعرفها منطقة المغرب العربي، أملتها التحديات التي تواجهها دول المنطقة، خاصة تلك التي تتقاسم نفس الاهتمامات والتطلعات، وكان إنشاء آلية التشاور الثلاثية على هامش قمة الغاز تجسيدا لهذا التوجه بهدف تنسيق الجهود والإبقاء على التشاور والتعاون في المسائل الحيوية.
أعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الثلاثاء ، عن اتصال هاتفي للرئيس عبد المجيد تبون بنظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني أطلعه من خلاله ” على اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر، تونس وليبيا عقب القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي احتضنته الجزائر”.
وأشار بيان رئاسة الجمهورية أن الرئيس تبون جدد للرئيس ولد الشيخ الغزواني ” تهانيه بانضمام بلاده إلى منتدى الدول المصدرة للغاز، كما أعرب له عن شكره للحضور الموريتاني المميز في أشغال القمة السابعة”.
كما “بحث السيد رئيس الجمهورية أيضا مع أخيه الرئيس الموريتاني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، مسائل وقضايا راهنة ذات طابع إفريقي”، وفقا للبيان. كما “بحث السيد رئيس الجمهورية أيضا مع أخيه الرئيس الموريتاني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، مسائل وقضايا راهنة ذات طابع إفريقي”، وفقا لذات البيان.
وأعلنت كل من الجزائر وتونس وليبيا عن تنظيم لقاءات دورية كل ثلاثة أشهر بداية بعد شهر رمضان، وسيعقد أول اجتماع بتونس، وجرى الاتفاق بعد لقاء بين كل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والتونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الأعلى الليبي محمد المنفي، على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي احتضنتها الجزائر.
وكان قد غادر الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني نحو نواكشوط مباشرة بعد جلسة افتتاح المنتدى، لحضور جنازة صهره، ما استدعى التحاقه بنواكشوط.
وتتقاسم كل من الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا نفس التحديات التي تفرضها عليها التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة على الصعيد الأمني والاقتصادي، وكدا ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ولقاء الثلاثي بين الرؤساء الثلاث سيكون ممهدا لإعادة بعث الروح في اتحاد المغرب العربي لكن بصورة جديدة غير الصورة التي كانت عليه، انطلاقا من متغيرات تتحكم فيها عدة محددات متصلة بتقاطع المصالح والأجندات والأولويات.
وما تقوم به الجزائر من تحركات وإطلاق مشاريع ذات بعد اقتصادي، وانشاء بنى تحتيى وتوسيع شبكات المواصلات من خلال ربط تيندوف بالزويرات الموريتانية عبر طريق بري، او ربط ميناء العاصمة بميناء نواكشوط، او رفع في عدد الرحلات الجوية بين العاصمتين، بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء منطق للتبادل التجاري الحر مع كل من موريتانيا وليبيا وتونس، تعكس الديناميكية والرؤية الجديدة التي وضعتها الجزائر من أجل تجاوز المعيقات التي واجهت استكمال بناء الاتحاد المغاربي، وطرح تصورات تخدم الفضاء المغاربي.
وفي هذا السياق يلاحظ ان المغرب الذي دائما ما كان الحجرة العثرة في وجه إقلاع قطار الاتحاد المغاربي وكان وراء الغاء العديد من القمم المغاربية والتي كانت اخرها في مدينة سرت سنة 2005، قد حول قبلته نحو تحالفات جديدة مع دول خارج المنطقة، على غرار كل من دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي دخل معها في تحالفات اقتصادية وأمنية، وفتح لها أرضه على مصراعيها، ونفس الشيء مع دولة الإمارات حيث يعمل الأطراف الثلاثة على أجندة يسعون من خلالها خلق نظام إقليمي جديد، يستهدف زعزعة الاستقرار والسلام في كل المنطقة.
وعليه فان أجندة المغرب وأجندة الدول الأربعة الأخرى لا تتقطعان بل تتصدمان، هذا دون إغفال معطى مهمة أن علاقات المغرب مع كل من تونس وموريتانيا متوترة وهي في حالة القطيعة مع الجزائر، ودخلت في حرب عسكرية مفتوحة مع جارتها الجنوبية الصحراء الغربية.
وعليه فان فكرة إنشاء هذه الآلية ووضعها على السكة أصبح أكثر من ضرورة، تكون من خلال وضع الوسائل والآليات والإمكانيات الممكنة، للدفع نحو إنشاء تكتل يكون اقتصاديا في مرحلة أولى، بهدف خلق ديناميكية جديدة تساير التطورات التي تفرضها التغيرات على المستوى الإقليمي والدولي.
كريم لخضاري