طبعة الجزائر “ناجحة وقياسية وغير مسبوقة” وهذه رسائل إفريقيا إلى العالم

فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، التي احتضنتها الجزائر، كانت “مميزة وقياسية وغير مسبوقة حسب ما أكده وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم السبت في ندوة صحفية بمقر الوزارة، كما استطاعت ان توجه رسائل إلى من يهمه الأمر في إفريقيا وخارج القارة، معتبرا أن هذه النتائج أحسن رد على المشككين.
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن “طبعة الجزائر حققت نجاحا كاملا ومتكاملا، نجاحا بشهادة جميع المؤسسات القارية التي شاركت في تنظيم الدورة، وبتأييد جميع المشاركين من عارضين ومتعاملين اقتصاديين وزوار”، موضحا “أعتقد أنه ليس هناك نجاح أبلغ من لغة الأرقام التي تؤكد أن نتائج هذه الطبعة كانت مميزة وقياسية وغير مسبوقة”.
فمن حيث المشاركة يقول عطاف ، حضر كل من قادة الدول التالية : تونس، ليبيا، موريتانيا، الجمهورية الصحراوية، تشاد، موزمبيق، غرينادا، بربادوس، وسانت كيتس ونيفيس، إضافة إلى الرئيسين السابقين لكل من نيجيريا والنيجر، وكذا نائبي رئيسي كل من ناميبيا وكينيا، والوزير الأول لجمهورية بوروندي.
كما شارك أكثر من أربعين وزيرا مكلفا بقطاعي التجارة والصناعة، فضلا عن ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، وكذا عدد من الشخصيات الإفريقية البارزة.أما عدد الدول المشاركة فقد بلغ 132 بلدا، منها 70 دولة شاركت بأجنحة، بينها 49 بلدا إفريقيا، فيما بلغ عدد العارضين 2148 عارضا.
وبخصوص عدد زوار المعرض، فقد بلغ 112.476 زائرا، منهم 60.650 زائر حضروا شخصيا و51.826 شاركوا عن بعد ، وأشار أيضا إلى تسجيل عدد قياسي من المشترين المهنيين بلغ 987 متعاملا اقتصاديا، متجاوزا الهدف الأصلي المحدد بـ750 متعاملا ، مضيفا أن إجمالي الصفقات المبرمة حقق مستوى قياسيا بتوقيع عقود شراكة بقيمة 3ر48 مليار دولار حسب الأرقام التي قدمها “البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير” (أفريكسيم بنك) بصفته الجهة الوحيدة المخولة بتقديم هذه المعطيات والتي استند عليها عطاف في تقديمه للحصيلة.
وبخصوص حصة الشراكات والشركات والمؤسسات الجزائرية فقد بلغت 4ر11 مليار دولار أمريكي، وهو المبلغ الذي يمثل قيمة الصفقات التي اكتملت عقودها. ويضاف إلى هذا الرقم 6ر11 مليار دولار يمثل قيمة الصفقات قيد الدراسة والتفاوض، أي النوايا التفاوضية، حسبما أوضحه عطاف، الذي اضاف ان القيمة الإجمالية حصة الشراكات والشركات والمؤسسات الجزائرية بلغت 23 مليار دولار.
وشهدت الطبعة تأسيس صندوق خاص موجه لدعم مشاريع الشباب الإفريقي، بمبادرة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باعتبار أن الشباب يمثل القاطرة الأساسية لنهضة إفريقيا ونموها المستدام.
بخصوص الرسائل التي بعثت بها افريقيا من خلال هذه الطبعة، فكانت عديدة فحسب الوزير “إفريقيا لم تعد ترضى بالأدوار الثانوية والهامشية فيالتجارة العالمية وفي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي”، مؤكدا أن القارة”تسعى للخروج من دائرة المتلقي، وتسعى إلى بناء شراكة قائمة على الندية ومبنية على احترام المصالح واقتسام الفوائد”. وأضاف أن “إفريقيا أدركت وتيقنت أن الظرف الدولي، على معاكسته لطموحاتها وتطلعاتها، فإنها في الوقت ذاته تعمل على تدارك مواطن ضعفها لبناء ذاتها”.
كما أكد وزير الدولة أن “جهود القارة أفضت إلى افتكاك الاتحاد
الإفريقي منصبا كاملا في مجموعة العشرين، وبناء شبكة شراكة مع أقوى الاقتصادات العالمية، وتدارك التأخر في الأطر القانونية وإرساء الهياكل المؤسساتية الضرورية”.
وأكد الوزير عطاف أن “إفريقيا التي نريدها هي إفريقيا فاعلة في الثوراتالعلمية الراهنة، حتى تفتك لنفسها مكانة دولية مؤثرة وراقية، وتضمن لنفسها صوتا مسموعا ودورا فعالا ومصالح مصانة”.مبرزا ، أن وراء نتائج طبعة الجزائر دلالات أعمق، فإفريقيا استعادت زمام المبادرة، صارت تتاجر وتستثمر داخليا وأدركت أن قوتها تنبع من داخلها وأن مستقبلها يصنعه أبناؤها.
وأضاف أن القارة أمام منعطف مصيري فبعد إقصائها من الثورة الصناعية وضعف حضورها في الثورة المعلوماتية، لا يحق لها اليوم أن تبقى خارج ثورات الرقمنة والروبوتيك والنانوتكنولوجيا والطاقات المتجددة، وعليها أن تكون طرفا فاعلا في رسم ملامح الاقتصاد العالمي.
وبشأن المعرض، ذكر أنه أسدل الستار على الطبعة الرابعة بالجزائر بنجاح كامل، مؤكدا أن استضافة الجزائر له كانت قرارا مدروسا واستشرافيا، نابعا من ثلاثة منطلقات لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون : إصراره على أن تتحمل الجزائر مسؤولياتها القارية، قناعته بأن التنمية مفتاح الأمن والاستقرار في إفريقيا، ورغبته في إبراز مقومات التعاون والتكامل الإفريقي.
وأضاف أن هذه الطبعة لم تكن مجرد تظاهرة اقتصادية، بل محطة لتجديد الالتزام بالنهج التكاملي، تعزيز أسس السيادة الاقتصادية الإفريقية والسعي لافتكاك مكانة مؤثرة للقارة دوليا. وأشار إلى أن النجاح كان بشهادة كل المؤسسات القارية والمشاركين.
وفي رده على سؤال حول الأرقام المقدمة، شدد الوزير على أنه “ليس من الضروري الرد على ما ينشر في بعض وسائل الإعلام المعروفة، فنتائج المعرض الإفريقي كافية للرد على الشكوك”، مضيفا أن “نتائج هذه الطبعة تؤكد خيار تصور السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وتثبت منهجية العمل وتشجع على مواصلة السير في هذا الاتجاه”.
كما أبرز وزير أن “الدبلوماسية الجزائرية تواكب حركية الاقتصاد في بلادنا مع تحسن مناخ الاستثمار والجهود التي تبذلها الدولة لتسهيل الإجراءات للأجانب”.