كينيا: مقتل 31 شخصا في احتجاجات “سابا سابا”.. حكم روتو يهتز

ارتفعت حصيلة القتلى خلال المسيرات الاحتجاجية التي عرفتها كينيا بمناسبة “سابا سابا”، إلى 31 شخصا، وإصابة أكثر من 107، إلى جانب حالتي إخفاء قسري وتوقيف أكثر من 500 محتج، حسب ما أعلنت عنه اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان.
وفي بيانها، أدانت اللجنة الحقوقية “الانتهاكات الجسيمة” لحقوق الإنسان، ودعت إلى محاسبة كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات الأمنية والمدنيين.
كما أعربت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء عدد القتلى الذي أُعلن قبل يوم، مشيرة إلى أن “القانون الدولي يجيز استخدام القوة المميتة فقط في حالات الضرورة القصوى لحماية الأرواح من خطر وشيك”.
ورغم تصاعد الغضب، تواصل الحكومة تبني خطاب متشدد، حيث وصف وزير الداخلية كيبشومبا موركومين احتجاجات الشهر الماضي بأنها “محاولة انقلاب” نفذها “فوضويون مجرمون”.
وخرج الشباب إلى الشوارع وعلى رأسها “جيل زد”، حاشدة في ذكرى “سابا سابا”، وأعلنت السلطات حالة التأهب القصوى، سعيا لمنع تكرار سيناريو احتجاجات جوان الماضي، التي أسفرت عن سقوط قتلى ومئات الإصابات، وسط اتهامات باستخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين السلميين. وحذر مراقبون من أن تتحول هذه الأحداث إلى بداية لمواجهة مفتوحة بين الشباب الغاضب ومؤسسات الدولة، خاصة بعد أن اتخذ ماراثون نيروبي الرياضي، طابعا احتجاجيا ضد الرئيس وليام روتو.
وفي 07 جويلية من عام 1990، خرج الآلاف إلى شوارع كينيا رفضا لنظام الحزب الواحد، بقيادة شخصيات بارزة مثل كينيث ماتيبا وتشارلز روبيا. وقابل النظام تلك الاحتجاجات بالعنف والاعتقالات، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا.
ومع تصاعد الضغط الشعبي، اضطرت الحكومة إلى إلغاء الحكم الأحادي، لتبدأ البلاد عهد التعددية الحزبية عام 1992. ولا يزال هذا التاريخ يحمل رمزية الغضب الشعبي، حيث يستلهم “جيل زد” روح ذلك اليوم للتنديد بما وصفوه بـ”تراجع الحريات” و”إفلات السلطات الأمنية من المحاسبة”.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في تحفيز المتظاهرين، حيث انتشرت دعوات رقمية تتبنى رمزية “سابا سابا”، وتحث على النزول إلى الشارع بـ”أعلام كينيا ولافتات فارغة.. كصوت لا يُقمع”. ويتداول الشباب مقاطع من مظاهرات 1990، مرفقة برسائل تعهد “لن ننسى ولن نصمت”. وتشير التطورات الجارية إلى أن كينيا تقف أمام اختبار حقيقي لمسارها الديمقراطي.
وسلطت الصحافة الكينية الضوء على مسار العنف منذ وصول روتو إلى السلطة في 2022. فقد كشفت صحيفة ستار أن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 140 شخصا منذ 2023، مشيرة إلى ما وصفته بـ”عودة فرقة القتل كينوتي”، في إشارة إلى وحدة أمنية سبق أن تورطت في عمليات قتل خارج نطاق القانون، وكان روتو وعد بحلها فور انتخابه.