السودان يقطع علاقاته مع الإمارات ويصفها بـ “دولة عدوان”

بعد يوم من قرار محكمة العدل الدولية رفض الدعوى التي تقدمت بها السودان ضد الامارات بدعوى بتهمة “التواطؤ في إبادة جماعية”، وتواصل استهداف مدينة بورتسودان التي تحتضن مقر الحكومة، قرر السودان الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة وأعلنها “دولة عدوان” لوقوفها وراء قصف الدعم السريع لبورتسودان.
وفي بيان لمجلس الأمن والدفاع تم إعلان “دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عدوان”، و”قطع العلاقات الدبلوماسية معها”، و”سحب السفارة السودانية والقنصلية العامة”من الإمارات. واتهمت الخرطوم في البيان الذي تلاه وزير الدفاع،قوات الدعم السريع باستخدام أسلحة إماراتية في هجماتها الأخيرة على بورتسودان، المقر الموقت للحكومة السودانية. وتعهد قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للسودان عبد الفتاح البرهان في كلمة متلفزة الثلاثاء بـ “دحر هذه الميليشيا”.
وألقى البرهان كلمته من أمام ميناء بورتسودان الذي يتصاعد منه دخان كثيف، نتيجة القصف المتواصل للبنى التحتية بواسطة طائرات درون انتحارية قالت الخرطون ان الامارات هي من زودت بها مليشيا حميداتي، و ونقل التلفزيون الرسمي السوداني صور أعمدة الدخان المتصاعدة، واصفا الميناء بأنه “موقع العدوان الإماراتي”. وقال البرهان في كلمته “سنمضي إلى تحقيق غايتنا في دحر هذه الميليشيا وهزيمة من يدعمها وهزيمة من يعاونها. نحن نقول لكل من اعتدى على الشعب السوداني ستحين ساعة القصاص”.
ووفقا لبيان مجلس الأمن والدفاع “ظل العالم بأسره يتابع ولأكثر من عامين جريمة العدوان على سيادة السودان ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه من دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر وكيلها المحلي مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة”، وأضاف أن الإمارات “صّعدت دعمها وسخرت المزيد من إمكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة إستراتيجية متطورة”.
وأكد البيان احتفاظ السودان “بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين واستمرار وصول المساعدات الإنسانية”.
وقصفت مسيرات تابعة للدعم السريع الثلاثاء مطار بورتسودان وقاعدة للجيش قبل أن تضرب محطة الكهرباء الرئيسية ومستودع الوقود بالميناء البحري. وتسبب قصف محطة الكهرباء بانقطاع التيار بالكامل. و تأتي الهجمات المستمرة لليوم الثالث على التوالي غداة قصف المستودع الرئيسي للوقود ما تسبب بحريق كبير في جنوب المدينة التي كانت حتى وقت قريب، تُعد ملاذا آمنا لمئات آلاف النازحين الفارين بسبب الحرب المستمرة منذ عامين. وأعلنت الشركة الوطنية للكهرباء أن الهجمات استهدفت محطة بورتسودان التحويلية وأن فرقها تعمل على تقييم الأضرار. وقال مسؤول في المطار إن مسيّرة “استهدفت الجزء المدني من مطار بورتسودان”بعد يومين من أول استهداف للقاعدة العسكرية بالمطار نسبها الجيش السوداني لقوات الدعم السريع.
وعلى بعد نحو 570 كيلومترا إلى الجنوب، استهدفت طائرة مسيرة مطار مدينة كسلا ورد الجيش بالمضادات الأرضية وفق شهود عيان. وأفاد الشهود فرانس برس بسماع دوي هائل للانفجارات. وبعد قصف الثلاثاء أعلنت السلطات السودانية إلغاء جميع الرحلات في مطار بورتسودان الذي يعد بوابة الوصول الرئيسية للبلد الذي دمرته الحرب، وفق المسؤول ذاته.
وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كلمنتين نكويتا-سلامي عن “صدمتها وقلقها العميق” من الهجمات المكثفة على مدينة بورتسودان التي تعتبر “مركزا للعمل الإنساني في السودان”. وحذرت نكويتا-سلامي من أن تلك الهجمات “ستزيد من المعاناة والاحتياجات الإنسانية” واصفة مطار بورتسودان بأنه “شريان الحياة للعمليات الإنسانية”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الاثنين إن الهجوم على المدينة “تطور مقلق يهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية”.
.
وتاتي هذه التطورات، وهذا الهجوم الواسع بالطائرات المسيرة على مدينة بورتسودان، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها مليشيا حميدتي، في العاصمة الخرطوم، حيث أخرجت من كل المناطق الإستراتيجية بالعاصمة، وهو ما اعتبره ملاحظون خسارة كبيرة لحميدتي ومن يقف ورائه، خاصة وان الجيش السوداني اصبح يتلقى دعما كبيرا من طرف عدة دول ومن بينها روسيا ومصر وايران وايريتريا، بالإضافة الى عدة حركات مسلحة في السودان وكذا حاكم درفور اكو مناوي، واستفاد البرهان من الدعم العسكري الخارجي وخاصة من المسيرات الإيرانية التي ساهمت في قلب موازين الحرب، وتعتبر الهجمات على بورتسودان بمثابة انتقام من الدعم السريع وحلفائه من الخسارة الاستراتيجية التي تكبدوها في الخرطوم.